
* بعد وقوع عملية الانفصال بين الإقليمين المصرى والسورى ، التفت الرئيس عبد الناصر للمشاكل الداخلية ، وكان علي رأسها مشكلة الخريجين ، فأمر بإجراء حصر شامل لجميع الخريجين ، وأصدر أول قرار جمهورى بتعيين حملة المؤهلات العليا والمؤهلات الفنية بمختلف هيئات الدولة وشركات القطاع العام..وعندما تسلمت الاستمارة المطلوب تحريرها كانت رغباتي في العمل تتلخص في النص الآتي: أى مكان في وزارة التربية والتعليم ، حيث كانت هذه هي أمنيتي الحقيقية.

* جاءني خطاب التعيين في التربية والتعليم بمحافظة أسيوط ..وكانت مفاجأة غير متوقعة..سواء بالنسبة لي أو لعائلتي..حيث يتعين علي أن أغترب فيها عن الإسكندرية وعن الأسرة لأول مرة في حياتي ، مقابل أن تتحقق أمنيتي بالعمل في التربية والتعليم..وقد خفف من مخاوف أهلي ترشيح زملاء لي بالكلية للعمل في نفس المحافظة ، ووجود ابن عم لي يعمل ويقيم في أسيوط ، فجرى الاتصال به سريعا.

* جاء موعد السفر وحزمنا حقائبنا وركبنا القطار المتجه للقاهرة لاستكمال أوراق التعيين بالوزارة أولا علي عنوانها المعروف:12 شارع الفلكي من شارع المبتديان القصر العيني ، ثم أكملنا السفر إلي أسيوط.

وبعد دقائق من تحرك القطار إذا به يعبر نهر النيل من أكبر اتساع له فوق كوبرى إمبابة ، وهذه هي المرة الثانية التي أسافر فيها إلي الوجه القبلي أو الصعيد.
* علي رصيف محطة أسيوط تفرقت عن زملائي ، لأتوجه إلي منزل ابن عمي صحبة أحد عمال البوفيه ـ حيث كان معروفا هناك..في الصباح توجه معي ابن عمي إلي المنطقة التعليمية للتوزيع..وكانت المفاجأة الثانية ، حيث تم تعييني في وظيفة أمين مكتبة مدرسة أبو تيج الصناعية في مدينة أبو تيج الواقعة قبلي أسيوط بنحو نصف ساعة بسيارات الأجرة بين المحافظات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق